الأحد، 14 يناير 2024 - 09:11 ص

أرسل زكريا أحمد إنذارا لبيرم التونسي بعد أن اشتد الخلاف بينهما بسبب أوبريت عزيزة ويونس.  

وفي إنذاره، قال زكريا أحمد إنه لحن هذا الأوبريت ومثلته الفرقة القومية يوم 20 مارس سنة 1945، بينما أكد بيرم أنه قدمه بأسلوب جديد وألحان جديدة، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 16 مارس 1959.

لذلك أرسل زکریا إنذارا إلى بيرم للاحتفاظ بحقوقه يطالب منه منع إذاعة الأوبريت لأنه يرى أن هذا الأسلوب الجديدة يشوه الألحان، وقال إنهم أفسدوا أشهر ألحانه بـ«الصلاة الزين».

كما اتهم زکریا بيرم بالحقد عليه وعلى الملحنين لأن الملحن يتقاضى أجرا أكبر من المؤلف، مؤكدا أن الإذاعة تفاوضت معه على تقديم هذا الأوبريت وفوجئ بإذاعتها بتلحين آخر.  

ومر أكثر من نصف قرن على رحيل الشيخ زكريا أحمد، وبالتحديد يوم ١٤ فبراير ١٩٦١؛ حيث ترك خلفه تراث وثروة موسيقية ضخمة.

الشيخ زكريا أحد عمالقة الموسيقي ، ولد سنة ١٨٩٦ واكتسب حسه الموسيقي من والده أحمد حسن لأنه كان من حافظي القرآن ومحب لسماع التواشيح. 

 درس زكريا أحمد بالأزهر وكان منشدا ذا صوت حسن، وكان يتمتع بحاسة موسيقية جعلته يتتبع غناء كبار المنشدين والمطربين. وتأثر بمنشدي التواشيح الدينية كالشيخ درويش الحريري، كما تأثر بألحان عبده الحامولي والشيخ سلامة حجازي، وكان يذهب إلى أماكن تواجدهم وحفلاتهم ويحفظ ألحان هؤلاء بسرعة عجيبة، وأصبح يشتري كتب الأغاني والموشحات والموسيقى.

أزعجت هوايته هذه والده كثيرا فأخفى الشيخ زكريا كتب الأغاني وسط الكتب العلمية، لكن سرعان ما اكتشف أمره وعنفه أبوه بشدة وكان شديد القسوة معه، مما أخاف الشاب الصغير وجعله يترك منزل أبيه لا يعرف إلى أين يذهب وقد ضاقت به الدنيا.

حزن الوالد واكتأب الإبن وتوسط أهل الخير بينهما فعاد الشيخ زكريا إلى منزل أبيه، وبدأ الأب الذي استبد به القلق على مستقبل ابنه ومصيره يحاول إسداء النصح له.. إن الفن في رأيه لا يطعم ولا يفيد.

وقام الشيخ زكريا أحمد بتلحين ٥٦ أوبرا وأوبريت وبلغت مجموع ألحانه ٥٨٠ لحنا غير التواشيح والابتهالات.

و المفاجأة أن هناك 1070 أغنية غناها زكريا أحمد بنفسه أو غناها له فنانين منهم ليلى مراد وأسمهان وأم كلثوم، ويحتفظ لوحده بـ٥٣ أغنية لحنها لأم كلثوم.